عاد زغلول (نور الشريف) من الخليج بعد غربة ٥ سنوات، بعد ان كون مبلغا من المال، ومحملا بالأجهزة الكهربائية، وفستان الفرح لإبنة عمه نعيمه (نورا) التى انتظرته طوال مدة غيابه، ناويا ان يتزوجها بعد ان يهدم البيت، ويعيد بنائه بالطوب والأسمنت، ورحبت والدته الدايه رتيبه (عايده عبد العزيز). كانت القرية الصغيرة المجاورة لبحيرة المنزلة، يعيش أهلها على حد الكفاف، فجميعهم أجراء لدى شيخ البلد توفيق العايق (حسن مصطفى)، صاحب الملاحات ومراكب الصيد، حتى أن القريه ليس بها محل جزارة، لأن موارد أهلها بالكاد تكفيهم العيش الحاف، فقد كان سلامه (على الشريف) معلم جزاره فيما مضى، حتى بارت تجارته وأفلس، بعد ان ترك زوجته نواعم (تهانى راشد) وإبنته فاطمه (جيهان نصر) وتزوج إبنة البندر الثرية جمالات (أمل إبراهيم)، وإضطرت نواعم وإبنتها فاطمه للعمل فى البيوت يعجنوا ويخبزوا، ولم يجد سلامه عملا، وكان يعتمد على مايأخذه من زوجتيه ليسكر به، وفكر ان يقنع زغلول بمشاركته على فتح محل جزارة فلم يفلح، فأقنع توفيق العايق الطماع، بتزويج زغلول من إبنته البايره الدميمه، ويستولى على أمواله التى عاد بها، ثم أقنع زغلول بترك إبنة عمه الفقيرة، والزواج من إبنة العايق، الذى قارب على الموت، ويرث أرضه وملاحاته ومراكبه، فطمع زغلول، وترك إبنة عمه التى يحبها، وكتب كتابه على إبنة العايق، وسلمه كل ماجمعه من نقود، ليشاركه على الملاحة الجديدة، ولكن إبنة عمه نعيمه، ارادت الإنتقام، فتزينت وتدللت وألقت بشباكها حول العايق، الذى لم يتحمل دلال وجمال وشباب نعيمه، فذاب حبا وهياما، وهو الرجل العجوز، ولم يتحمل زغلول، وحاول إثناء الطرفين عن عزمهما، فلم يفلح، فخطف نعيمه لداخل البحيرة، وعلى أحد الجزر حاول إغتصاب نعيمه، ليمنعها من الزواج بالعايق، فلم يطاوعه قلبه، ان يفعل ذلك بإبنة عمه، فتراجع وحاول معها بالحسنى، لتصرف نظر عن العايق، وذابت قلوبهما فى عناق طويل، وإستسلمت نعيمه لإبن عمها زغلول، وكان جزاءه علقة موت من رجال العايق، وبعد أن شفى من العلقة، طالب العايق بفلوسه، فلما أنكرها امام أهل البلد، طلق زغلول إبنته، وعرض العايق على زغلول فلوسه، مقابل ترك نعيمه له، ولكن زغلول رفض. طمع أهل القرية فى السفر مثل زغلول، فالمعيشة صعبة، وكان عم ابراهيم (عبد المنعم ابراهيم) الكمسارى على المعاش، والمهجر من القنطرة، مع زوجته المريضة رئيفه (قدريه كامل)، له صديق يمتلك مكتب سفريات بالقاهرة، تكلم معه بشأن أهل البلد، فطلب مبلغ ٧٥٠ جنيه للفرد، فباع شحات (أحمد بدير) الجزمجى، البيت الذى يسكن فيه مع عمته العجوز ظريفه (نبويه سعيد) وأرسل عمته لبناتها بدمنهور، وباع مختار (فاروق عيطه)، إبن البقال البخيل أيوب (أحمد أبو عبيه)، جهاز زوجته التى وضعت حديثاً، ودفع لمكتب السفريات، وطلب سلامه من زوجته جمالات، أن تساعده ببعض مصاغها، فرفضت وطردته من البيت، فعاد لزوجته نواعم مكسور الخاطر، ولكن نواعم لم تتحمل كسرته، فباعت الجاموسه التى ادخرتها لزواج ابنتها فاطمه، وسلمته ثمنها ليسافر، أما الأستاذ طلعت (شعبان حسين)، المدرس الإلزامى، الذى لم ينزل اسمه فى كشوف الإعارة، فقد باع القيراطين بتوع مراته (مروه الخطيب) ليسافر، حتى عم ابراهيم، إستبدل ٢٠ جنيه من معاشه البالغ ٣٠ جنيه، لكى يسافر معهم، تاركا زوجته المريضة وحدها. وجاءت نعيمه لزغلول، تخبره ان العايق يعرض عليه ضعف ما أخذه منه، مقابل ان يسمح له بزواجها، ولكن زغلول رفض التفريط فى نعيمه، فأخبرته انها حامل من يوم الجزيرة، فأسرع زغلول بإحضار المأذون وعقد عليها، وباع الأجهزة الكهربائية التى أحضرها من غربته، لكى يسافر بثمنها مرة اخرى. (سكة سفر)