كامل عبد الشكور(فريد شوقى) مدير عام بوزارة الصناعة، تدرج فى السلك الوظيفى، بناءا على نصائح والده، الموظف الحكومى الكبير بالأربعينيات، واليوم ونحن بالثمانينيات، وقد وصل مرتب كامل عبدالشكور لأكثر من ١٣٠ جنيه مصرى، فهو أرمل يعيش مع إبنتيه الجامعيتين سماح (ليلى علوى) وفاطمة (سمية الألفى)، بالإضافة لإبنه سمير (وائل نور) بالمرحلة الثانوية، وبالطبع المرتب لايكفى دون التنازل عن بعض الإحتياجات، حتى أن إبنه سمير إحتاج لدرس خصوصى، فأجهده تدبير مصاريفه، والمصيبة الأكبر أن إبنته الكبرى سماح، قد تقدم لخطبتها المعيد بالجامعة شوقى (سناء شافع)، ودفع مهرا ألف جنيه، وطلبت والدة العريس نازك هانم (عليه عبدالمنعم)، تجهيز ٤ غرف، طيب يجيب منين؟ فقد كان كامل عبد الشكور، موظف نزيه لا يقبل أى رشاوى تحت أى مسمى، سواء هدية أو عمولة أو إكرامية، ويقاوم محاولات زميله مدير عام العقود فايد عبدالغنى (سمير صبرى)، لجره للتعاون مع أصحاب الأعمال الذين يسعون لإرساء المناقصات عليهم، أو الحصول على حصص إضافية من مواد البناء، لبيعها فى السوق السوداء، وقد حاول فايد مرة بإقراضه الأموال، ومرة بتعينه فى عمل إضافى، خارج الوزارة بأجر مغرى، ومرة بمحاولة تزويجه من نعمات (أميمه سليم)، الثرية شقيقة زوجته الثانية، الثرية أيضا. وأمام إلحاح خطيب إبنته، معيد الجامعة شوقى، للإسراع بإعداد الجهاز، بعد أن أعد هو الشقة، وأمام رغبته فى إسعاد إبنته، بذل جهدا كبيرا فى إيجاد، الجهاز الأرخص ثمنا، والمحل الذى يوافق على التقسيط المريح، ولكنه لم يوفق، والغريب أن منصب وكيل الوزارة، الذى ينتظره منذ ثلاث سنوات، ذهب الى زميله الأقل منه عملا وكفاءة وأقدمية، فايد عبد الغنى مدير عام التعاقدات، ووسط هذه الدوامات التى فشل فى الخروج منها، تقدم له الأسطى صلاح (صلاح السعدنى)الميكانيكى، صاحب الورشة أسفل منزله، ومعه والده الأسطى سلامه (ابراهيم السيد)، يطلبون يدإبنته الأصغر فاطمة، الطالبة بكلية الهندسة، ولم يصدق كامل عبدالشكور أن يجرؤ صلاح الميكانيكى على طلب الزواج من المهندسة، وللخروج من حرج الرفض، طلب مهلة لسؤال إبنته، ولكنه فوجئ بموافقة فاطمة، التى كانت على علاقة سابقة مع صلاح، وقد إقتنعت بأفكاره وجهده وطموحه، وأمام موافقة إبنته، وافق الأستاذ كامل عبدالشكور، وفوجئ بأن صلاح جاهز بالشقة فى عمارة والده، الأسطى سلامه، كما قام بتجهيز الشقة من مجاميعه، ورفض كامل عبدالشكور، أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة، وسار فى الطريق على غير هدى، مشغول الفكر ومحتار البال، وأثناء وقوفه بالطريق لراحة قدميه، وهو مستغرق فى تفكير عميق، ظنه أحدهم متسولا، فوضع فى يده ورقة نقدية صغيرة، كانت الشرارة الأولى التى قادته للتفكير فى التسول متخفيا، وهو الأمر الذى در عليه مبلغا كبيرا، خصوصا مع إصطدامه بالمتسولة سيدة عبدالحميد (شويكار)، التى إعتدى على منطقة تسولها، وتعرفت عليه وأخبرته انها إضطرت للتسول، من أجل إخوتها الصغار، فعلمتهم وزوجتهم، وبعد ان ضمنوا مستقبلهم تبرؤا منها، وهى قد إعتادت على مستوى معيشة معين، فإستمرت فى التسول، وبعد ان أخبرها بمشاكله، وتأثرها بحاله، وافقت على مشاركته فى التسول، وتمكن كامل من تجهيز إبنته سماح، بعد ان حصل على إجازة بدون مرتب من الحكومة، ليتمكن من العمل خلال فترتى الصباح والمساء، لسرعة الحصول على الأموال اللازمة، وتم تحديد ميعاد الفرح الذى تقرر إقامته فى الشيراتون، بعد موافقة صلاح على المساهمة فى التكاليف، وان يكون الفرح شاملا الإحتفال بزواج سماح وفاطمة فى آن واحد، وفى آخر يوم عمل لكامل عبدالشكور فى التسول، وفى يوم فرح إبنتيه، تم القبض عليه بواسطة مباحث مكافحة التسول، ليتقدم فايد عبدالغنى للبوليس، موضحا ان المتسول كامل عبد الشكور، موظف حكومى، وتوجه لمنزل كامل، ليخبر أبناءه بوجوده فى قسم البوليس، لتكون فضيحة يضمن بها فصله من العمل الحكومى، ليتسنى له اللعب دون رقيب، وخجل شوقى من فعلة حماه، وفسخ الخطوبة وطالب بالشبكة والمهر، بينما يعذر صلاح فعلة حماه، ويلومه لأنه لم يطلب المساعدة منه بصفته فى مقام إبنه، وفى المحكمة دافع عبدالشكور عن جميع الموظفين، الذين يفشلون فى حياة طبيعية، بالمرتب المحدود، ويصبح أمامهم طريق من إثنين، إما قبول الرشوة، وإما التسول.(الموظفون فى الأرض)